لعبة كاسلفانيا لوردز أوف شادو الجزء
الثاني وعودة مجدداً لبطل اللعبة “غابرييل بيلمونت”،يرتدي زياً شبيهاً بزي
البطل “سيمون” الذي تواجد في لعبة كاسلفانيا 2،إلا أن أجواء هذه اللعبة
وتطور مراحلها جعلها تختلف بشكل كبير عن كاسلفانيا التقليدية التي كنا
نعرفها سابقاً.
بالرغم من أنك ستواجه أيضاً المستذئبين
والكائنات الغريبة المتوحشة وستشعر أن اسلوب اللعب قريب جداً من اسلوب لعبة
ديفل ماي كراي أو غاد أوف وور،وأعتقد لو عدنا بالذاكرة للوراء وتذكرنا جزء
كرس اوف داركنيس أو جزء لامينت أوف إينوسينس سنرى بأن اللعبة تطورت بشكل
كبير وسريع في هذا الإصدار،وأرى بأن اسلوب اللعب أصبح ممتع أكثر مما كان
عليه في الوقت السابق.
وتبقى هذه الرؤية من وجهة النظر الشخصية،وبكل تأكيد الجميع عاش تجربة كاسلفانيا لوردز أوف شادو الجزء الأول،فقد كان الإصدار مثير للاهتمام،بالرغم من أني متعلق بشكل كبير بلعبة كاسلفانيا الكلاسيكية والتي كانت ثنائية البعد جانبية التمرير،إلا أن المفهوم الجديد الذي انتقلت إليه هذه اللعبة جيد جداً،فشعبيتها كبيرة بين أوساط اللاعبين ويعود ذلك إلى التنوع الكبير الذي تحمله،سواء الأمر كان يتعلق باسلوب اللعب،أو بنظام المعارك،أو الاستكشاف والتجول في المناطق،ثم إنتقلت هذه اللعبة لتصبح ثلاثية الأبعاد نجحت أول مرة ولكن بعد ذلك فشلت في مرات عدة بسبب تكرار مفهومها وهو زيارة القلعة ودخول غرفها وكل غرفة تواجه مجموعة من الأعداء وتكرر ذلك كثيراً مما أحبط الكثير من اللاعبين،حتى عادت من جديد لتقدم هذه المرة عالم مفتوح كبير،وقدرات هائلة يتمتع فيها بطلها غابريل ،وتميزت بعروضها السينمائية المشوقة…
أصبح اللاعب قادر على التجول بحرية وعلى زيارة مناطق عديدة ليس فقط القلاع فهناك الغابات والكهوف فهذه المناطق لم نراها في الأجزاء الماضية التي أسلفت الحديث عنها،لاتوجد هناك مقارنة ما بين جودة النسخ الثنائية البعد مع الثلاثية البعد من كاسلفانيا،فالثنائية البعد هي الأصل،فهي التي نشأنا معها أول مرة .
وكانت متميزة في العديد من الجوانب و لكن
هذا لا يعني أن نكون متحجري التفكير و ألا نرى القسم الممتلئ من الكأس إن
صح التعبير،وسنذكركم بالجزء الأول من عنوان لوردز أوف شادو،فبطل اللعبة
غابرييل سيقوم بمحاولة النيل ممن قتلوا زوجته،ألا و هم حكام الظلال،وسيقوم
بتجميع قواهم،و بعد ذلك سيحاول إعادة حُبه المفقود
وخلال المغامرة في ذلك الإصدار قمنا
بزيارة الغابات التي تكسوها الأشجار،كما أننا دخلنا الحقول واصطدنا
المستذئبين وامتطايناهم حتى وصلنا إلى القلعة الكبيرة والموجودة في أعلى
التل،وهناك واجهنا العديد من الوحوش المتنوعة والمختلفة بأحجامها وأشكالها
وهجماتها إلى جانب مواجهة الزعماء الأقوياء والذين يتمتعون ببنية جسدية
قوية وهجمات عنيفة ويحتاجوا هؤلاء إلى استراتيجيات معينة للقضاء عليهم،ولكن
تكرار الوحوش في اللعبة سبب بعض التململ للاعبين،إلا أن تعدُدية زيارة
الأماكن والأجواء المتنوعة المثيرة ستجعلك تنسى ذلك تماماً بل أنك ستسعى
للتقدم في اللعبة حتى يتثنى لك زيارة ومشاهدة أماكن اللعبة الرائعة والتي
ستجعلك مذهولاً .
تتميز لعبة كاسلفانيا بأنها ايقاعية الأحداث ومنتظمة في عروضها بشكل جيد،حيث يتحتم عليك استكشاف المتاهات وبعض المناطق المُهدمة،إلا أن هناك أمر تكرر في الجزء الأول من هذه اللعبة وفي الجزء الثاني أيضاً،وهذا مأخذ كبير عليها فمثلاً عند استكشافك قلعة ستشعر أنك حبيس للجدران الوهمية فرغم حجم المنطقة المبهرة التي أنت فيها فستشعر أن عملية الاستكشاف صغيرة أمام هذا الحجم وستعرف بأن الباقي من المنطقة هو خلفية لاأكثر ولاأقل .
وماسوف يزيد الأمر تعقيداً هو أنه لايمكنك
التحكم بالكاميرا بشكل جيد إلا من بعض المشاهد من الزوايا والتي يريد
المطورون أن يراها اللاعب،لذلك سوف تضطر للبحث عن المكان الصحيح وهذا سوف
يقودك إلى استكشاف كافة المنطقة لتعرف موقع هذا الطريق،وباعتقادي لو كان
هناك خريطة كبيرة تدلك على المكان الذي تريد الوصول إليه لكان أفضل برأي
الشخصي.
اللعبة قدمت مجموعة جيدة ومتنوعة من الألغاز،إلا أن معظمها غير ذات مغزى وخاصة بعد أن تقوم بحل اللغز ستكتشف ذلك بنفسك،ونعلم تماماً بأنه يمكن للاعب أن يقوم بإظهار الحل ولكن في المقابل إن قمت بذلك ستخسر بعض نقاط الخبرة،ومما لاشك بأن هناك ألغاز سهلة وألغاز صعبة ولكن من نظرة واحدة وتأمل يمكنك أن تقوم بحل اللغز مهما كان نوعه وطبيعته،فلن تشعر بأي معاناة أثناء محاولة حله،ومن خلال حلك للألغاز وإن كانت صعبة عليك في بداية الأمر .
فسوف تبتسم في النهاية بعد أن تكتشف طريقة
الحل لأن أكثر هذه الألغاز بسيطة وبديهية جداً،وهذا لايعني أن ننقص من
قيمة أفكارها فهي ممتعة فعلاً وهناك بعض المراحل التي سترميك أمام أحد
الألغاز الصعبة بدون أي مساعدة أو أي تلميح يُذكر وهذا الأمر يعتمد على
ذكائك كلياً.
لنعود الآن بالحديث عن الجزء الثاني من
عنوان Lords of Shadow فماذكرته أعلاه تقريباً موجود في هذا الإصدار ولكن
مع قصة وتحديثات وأشياء اخرى جديدة،فقصة هذا الجزء هو تتمة للجزء الأول
وسيكون نهاية لهذا العنوان وربما يكون نهاية لسلسلة كاسلفانيا،حيث يصحو
دراكولا بعد مضي سنوات عديدة من أحداث اللعبتين السابقتين التي حملت اسم
Lords of Shadow، وتم تحذيره من قبل Zobek لعودة الشيطان،وهذا يعني أنه
أمامه رحلة شاقة لاستعادة قواته وقدراته من أجل الاستعداد لمواجهة الشيطان
من جديد،مفتاح استعادة قوته تكمن في قعلته،ولكن عشائر Belmont وولده
Alucard يريدانِ دماره الأعظم وإنهائه للأبد.
إن اللعبة تقدم لك عالم مفتوح ويمكنك أن تعود لأي منطقة كنت قد زرتها في وقت سابق والبحث عن أسرارها واستكشافها بشكل أفضل فاولى الزيارات ستكون في المدينة وستبدأ بالتقدم لتتعرف على مناطق جديدة مثل دخولك الكهوف وبعض المناطق الموجودة تحت الأرض وغرف المخابر،وستحصل خلال استكشاف هذا العالم على الكثير من الحركات القتالية الجديدة وستكتسب المهارات.
يمكن أن تقوم بترقية أسلحتك إذ أن هناك
قائمة تعرض لك عدة قوائم تعطيك بعض التلميحات المفيدة وهناك صفحة خاصة
للشخصيات والأعداء وستتعرف عليهم من خلال تلميح عن كل شخصية واسمها،كذلك
الأمر بالنسبة للأدوات،نظام الترقية في اللعبة سهل وبسيط إذ يمكنك أن تحصل
على بعض القطع الذهبية والمسؤولة عن تطوير تلك الأسلحة والأدوات حيث كل
أداة لها قيمة معينة،وهذه النقود يمكن الحصول عليها إما من خلال قتل
الأعداء أو تحطيم الأشياء القابلة للتحطيم .
نظام المعارك في اللعبة لايختلف كثيراً عن نظام المعارك في الجزء الأول السابق،حيث مازال يحافظ على الأداء القتالي لغابريل والذي يتمتع بمرونة كبيرة وحركة سريعة ،فهذه المرة معك سلاحين فمثلاً سلاح مخالب الفوضى Chaos Claws تستطيع من خلاله أن تقوم بالقضاء على الأعداء المدرعين إذ أنك ستجد بأن السلاح ناري ويمكن تنفيذ سلسلة من الهجمات المتتالية المختلفة ضد الأعداء،أما السلاح الثاني هو عبارة عن سلاح سيف يطلق عليه اسم Void sword يمكنك أيضاً أن تستخدمه ضد الأعداء،كما أنه يمتلك قدرة الاستشفاء لطاقتك في حال تضررت فمع كل ضربة تحققها ضد العدو سوف يتم معالجة جزء من طاقتك .
ولكن حتى ينجح ذلك فعليك أن تستخدم قدرة Void،وتستطيع عن طريق هذا السلاح أن تقوم بتجميد شلال الماء لتتسلقه،أما المراوغة وحركة غابريل والنظام القتالي لم يختلف عن سابقه،هل تذكرون سلاح Combat Cross؟؟!! هذا السلاح كان متوفر في الجزء السابق،إلا أنه في هذا الجزء تم استبداله بسلاح جديد يطلق عليه اسم Shadow Whip وهو عبارة عن سلاح سوط،يحمل نفس الخصائص التي كان يحملها سلاح Combat Cross إلا أنه أصبح أكثر قوة وقدرة وذلك بوصوله لمدى بعيد وهذا يعني بأنه يمكنك تحقيق أهداف بعيدة المدى وإصابة أعدائك بسهولة .
تستطيع أن تطلق قطع الدماء نحوهم وهذا سوف
يسبب لهم ضرر كبير وستستفيد من هذا السلاح في عمليات اخرى،كما أنه أثناء
المعارك تظهر لك بعض التلميحات والمفاتيح التفاعلية التي يمكنك الضغط عليها
بمجرد أن تظهر على الشاشة وبالتالي يمكنك تحقيق ضربات خاصة مثل ضربة
الإنهاء ضد العدو كما أسلفنا عنها سابقاً…
مواجهة الزعماء في هذا الجزء لن تكون مواجهتهم أمراً سهلاً،ستلاحظ بأن عملية المعارك تم تطويرها بحيث لن تستطيع إنهاء المعركة بسرعة وهذا يعني بأنه أمامك وقت طويل حتى تفهم نقاط ضعف الزعيم وحتى لو استطعت فهم ذلك فلن تكون قادر على هزيمته بسرعة،وذلك بسبب قوته الكبيرة،وستكون محاربته على مراحل وليس في مرحلة واحدة ففي كل مرحلة تنتقل إليها ضد أي زعيم سيكون أشرس وأقوى،لذلك جميع الزعماء يحتاجون إلى استراتيجية خاصة للقضاء عليهم،فمثلاً من ضمن تلك المعارك ستواجه وحش صخري ضخم هذا الوحش يقوم بإطلاق نيرانه،فيما لو أصابتك ستؤدي إلى تحجرك مما يضطرك الأمر إلى أن تقوم بالتكبيت على مفتاح A أو X حتى تحطم ذلك،والمرواغة أيضاً ستساعدك في تجنب هجماته…
هناك ميزة Focus،وحتى تقوم بتعبئة مؤشر هذه الميزة فعليك أن تحصل على نقاط الدم التي تخرج من الوحوش بعد القضاء عليهم،ففي حال امتلئ هذا المؤشربالكامل وقتها يمكنك تنفيذ هجمة خاصة ضد العدو وإن كررت نفس الهجوم فيمكنك تنفيذ ضربة الإنهاء أو مايسمى بالضربة القاضية الأخيرة،فمثلاً حتى لو فكرت أن تهرب من الأعداء وتتصدى لنيرانهم،ستلاحظ بأن مؤشر عداد التركيز في الأسفل امتلئ لديك وبالتالي أي هجمة ضدهم سيكون أفضل وسيحقق ضرر كبير لأي عدو تصيبه،كما أنك ستلاحظ تتطاير الدماء بشكل كثيف وهي ماتسمى بقطع الدم Blood Orbsوهذا ماسوف يدفعك للحماس فاللعبة جداً دموية في حال تعرضت للهجوم من قبل أي عدو سواء كنت قريب أو بعيد ستلاحظ بأن مؤشر التركيز لديك انخفص وبالتالي أهدافك لن تكون دقيقة 100%،وإذا امتلئ مؤشر العداد ستظهر بقعة دم حمراء على جسد العدو يمكنك أن تقترب منه وتنفذ هجمتك الأخيرة ….
غابريل يستطيع أن يستخدم عبوة الدماء إذ يمكنك أن تقوم بإستخدامها في حال أردت تجديد حالة الدم لديك وفي حال فرغت العبوة يمكنك تعبئتها خلال القضاء على الأعداء وامتصاص دمائهم،في النسخة السابقة من اللعبة كان هناك مايسمى بميزة Magic يتم استخدامها لنفس الغرض أيضاً،ويستطيع أن يستخدم دمائه لفتح البوابات،مهارات غابريل عديدة فلديه القدرة على أن يتحول إلى ضباب من أجل المرور من بين القضبان وبعض البوابات السرية المخفية،ويمكن التنقل أيضاً بمساعدة ذئب أبيض،نظام التسلل والتخفي في اللعبة لم يكن نظام متوازن،فالهدف منه هو تجنب بعض الأعداء،ولكن حقيقة لم يكن ممتع إطلاقاً في اللعبة وهناك أخطاء غريبة تحصل فجأة معك أثناء هذا التسلل،كما أنه من ضمن المهارات يمكن أن تتحول إلى جرذ صغير ومعك أصدقائك الجرذان وهناك عدد محدود منهم ففي حال خسرت جرذ تنتقل لجرذ آخر وعندما ينتهي عددهم ستخسر ولايمكنك أن تعود إلى شكلك الطبيعي إلا في مكان ضبابي مظلم،ستستفيد أثناء تحولك أيضاً من ذلك للوصول إلى أماكن لايمكن لغابريل الوصول إليها وذلك عن دخولك فتحات الهواء وستواجه بعض العقبات مثل أسلاك كهربائية وبعض النيران،يمكن أن يقفز الجرذ ويجتاز ذلك بنجاح،كما أنه يمكن تفادي بعض الأعداء،وعندما تعود إلى شكلك الطبيعي ستكون قادر على التسلل خلفهم والقيام بالسيطرة عليهم واستغلالهم في فتح باب معين،وبعد إنهاء العمل سيقوم غابريل بإنهاء العدو وقتله،هناك بقع ضبابية تظهر لك في مواقع معينة حولها الخفافيش،هذه البقع هي الموقع الذي عليك أن تتوجه إليه وتتبع المسار أثناء القفز والانتقال من منصة أو حافة،وللخفافيش مهمة اخرى مفيدة فلو عدو يقف عائق في طريقك يمكنك أن تقوم بإرسال مجموعة من الخفافيش حتى تبعد أنظاره عنك وتستغل ذلك لمرورك بشكل آمن…
لقد قدم فريق التطوير رسوميات رائعة في هذه اللعبة حيث ركز على تعابير الوجوه ووضوحها إضافة إلى مؤثرات الحركة للشخصيات بشكل مثير ومشوق،واهتم بشكل كبير في المشاهد السينمائية لتبدو كما لو أنها حقيقية،ولكن هذا الأمر سيكون في حالات نادرة وفي مواقف معينة،نأتي للموسيقى التصويرية فقد حافظت اللعبة على أجواء الموسيقى وقدمتها بطريقة جميلة،فهناك أجواء موسيقية هادئة وحزينة ومشوقة،وتأتي هذه الموسيقى المتنوعة حسب الموقف أو المكان الذي قمت بزيارته فالأجواء الموسيقية لم تتغير كثيراً عن الجزء السابق إضافة إلى التمثيل الصوتي المثير والذي تم تقديم أدائه بشكل جيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق